تحليل شامل لكلاسيكو الأرض على الأراضي الكتالونية


 الكلاسيكو...

جاء في وقت مبكر هذا الموسم، الدوري لم "يسخن" بعد و في ظل الظروف الوبائية الحالية و غياب الجمهور، و عطفا على المستوى المتذبذب للغريمين في الفترة الأخيرة، تحدث الكثيرون و قالوا إن الكلاسيكو لن يكون مثيرا، حتى الصحافة لم تصب الكثير من الزيت على النار، و في ظل وجود مدربين هادئين لم تكن هناك مقبلات و لا تسخينات و لا خرجات و لا مناورات كما كنا نشاهد أيام مورينهو على سبيل المثال لا للحصر... كما أن التحدي لم يكن حاضرا بحكم بعدنا عن أي حسابات.... لكن...!!!! أتابع الليغا منذ أواسط الثمانينات ، و لم أذكر يوما أني شاهدت كلاسيكو دون إثارة، مهما كانت ظروف الفريقين، أحدهما او كلاهما، الكلاسيكو الاسباني يبقى دوريا في حد ذاته، الفوز فيه وحده يعتبر تتويجا، اي لقطة فيه لها معنى، لها وزن... اللاعب الذي يسجل في الكلاسيكو يتذكر ذلك طول حياته، الحارس الذي يصد ضربة جزاء، المدافع الذي يتسبب في خطأ... حتى جامعو الكرات و فرق الأمن الحاضرة في الملعب، فما بالك بالصحفيين الذين يغطون الحدث... أن تكون في حضرة الكلاسيكو فذلك وحده حدث...

اليوم، شاهدنا كلاسيكو جميلا، اثارة و ندية و رغبة في الفوز، بداية واعدة، هدفان في أول عشر دقائق و لاعبان شابان صغيران يسجلان اسميهما في لائحة هدافي الكلاسيكو، أنسو فاتي الذي يبهر و يبين انه ليس مجرد لاعب واعد، و لكن مهاجم الحاضر و المستقبل، و فالفيردي الصغير الآخر الذي يشكر زيدان على ثقته طوال الموسم الماضي و الحالي...

كلا الفريقين كانا يريدان الفوز، و جاء الشوط الأول متكافئا الى أبعد الحدود، بعد ان وقع فالفيردي على هدف تقدم الملكي في الدقيقة الخامسة بعد تمريرة مفتاحية من بنزيمة، عاد  الكطلان ليعيدوا العداد الى نقطة البداية بعد هدف فاتي من تمريرة بعد توغل جوردي ألبا في الجهة اليسرى، و استمر الشوط بتبادل المحاولات الخطيرة من كل جهة، لعل أبرزها تضييع برعونة من بنزيمة امام شباك نيتو، و لمحة سحرية من ميسي انتهت بتصد رائع من كورتوا...

الشوط الثاني بدأ كما انتهى سابقه، لكن بمرور الدقائق بدا التفوق البدني لريال مدريد الذي تحكم أكثر في الكرة و سيطر بشكل مضطرد على أطوار المباراة ، كان جليا أن ميسي فقد طراوته هو الذي لعب كمهاجم حر في غالب الأوقات عطلت مهامه في بناء اللعب و الضغط على مدافعي الخصم و التمرير و حتى التسجيل في ظل عدم استعمال كومان لمهاجم تسعة كلاسيكي... كل هذه المهام أثرت على البولغا الذي لا أدري لماذا لعب تسعين دقيقة في لقاء الأبطال المحسوم وسط الأسبوع، السؤال موجه للمدرب كومان طبعا، كما أنه مسؤول عن التأخر في التغييرات و عدم تفاعله مع مجريات اللقاء...

الvar كان حاضرا و عاد إليه الحكم مرتين، الأولى ليعلن عن ضربة جزاء لراموس بعد جذب القميص من لونغليث، قرار صحيح و ضربة جزاء انبرى لها قائد الابيض، و الحالة الثانية بعد انزلاق من كاسيميرو على كرة ميسي في المنطقة، الحكم تأكد ان البرازيلي وصل للكرة قبل ان يلمس رجل الأرجنتيني ليأمر بمواصلة اللعب، قرار أيضا صحيح...

دخول مودريتش في آخر ربع ساعة أعطى هدوءا أكثر لوسط ميدان الريال، كان لابد من لاعب "يقف على الكرة" و يوجه اللعب، فالفيردي تعب كثيرا بعد ان بذل مجهودا خرافيا، و مودريتش يستغل كرة مسترجعة على مشارف مرمى برشلونة ليتلاعب بالحارس و يسجل هدف جميلا بخارج القدم... 1-3

الاستنتاجات: 

الريال بعد هزيمتين متتاليتين يسترجع الثقة بأفضل وسيلة و في أفضل توقيت، زيدان يسكت الأفواه و يصمت المشككين، كان واضحا أن المدرب الفرنسي تهيأ للمباراة بأفضل طريقة و وضع أحسن تشكيلة.

برشلونة وقع ضحية انتصار خداع في دوري الأبطال ضد فريق مغمور، كومان لم يتوفق في التشكيلة و تأخر في التغييرات، واضح جدا الاعتماد على ميسي بشكل مبالغ فيه، الأرجنتيني لم يعد ابن العشرين و يجب إراحته في بعض المباريات مع منح مسؤوليات أكثر لكوتينهو و غريزمان...

عاش الكلاسيكو 

عاشت الليغا

عاشت كرة القدم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملخص أخبار الدوري الاسباني ليوم 14/05/2020

تحليل مفصل للجولة 29 من الدوري الاسباني 2020/2019

هل غريزمان هو مشكلة البارسا حاليا؟ و هل انتدابه كان خاطئا من الأصل أم لا؟