هل غريزمان هو مشكلة البارسا حاليا؟ و هل انتدابه كان خاطئا من الأصل أم لا؟

جاء النجم الفرنسي إلى برشلونة في ثوب اللاعب الذي يستطيع تعويض نيمار، و لو أنني لست من هواة المقارنات، فنيمار هو نيمار و غريزمان هو غريزمان... و الفرنسي له تاريخه و ألقابه و مكانته في الدوري الإسباني الذي قدمه للعالم عندما كان في ريال سوسييداد في وقت لم يكن يعرفه أحدا في فرنسا... أنطوان تربى في اسبانيا منذ مراهقته و يعرف الليغا حق المعرفة، و كل هذا يشفع له و يجبرنا على احترامه ناهيك عن كونه بطلا للعالم، اللقب الذي لا يملكه لا ميسي و لا كريستيانو و لا ابراهيموفيتش.... و لا نيمار نفسه...

قد اكون مبالغا، لكن اثارني مقال في جريدة آس تناولت فيه موضوع النجم الفرنسي حيث ركزت على دخوله في لقاء رفاقه السابقين في الروخي بلانكوس في الدقيقة التسعين، حيث عنونت: "أصبح بديلاً، لا بل أكثر من ذلك، سيتيين يدخله في الدقيقة التسعين في حركة فيها كثير من عدم الإحترام..."

الصحيفة المدريدية ألمحت إلى اعتقادها بأن عملية دفع غريزمان للخروج قد بدأت، و أن المدرب سيتيين يقوم بهذا الدور على أحسن ما يرام... 

الصحافة الكتالونيا من جهتها لا تتأخر عن مهاجمة الفرنسي و كيل المديح ل أنسو فاتي بل و حتى برايتوايت، دون أن ننسى المقدس سواريز..

دخول أب غريزمان في الصورة و هو ينعت المدرب بعديم الشخصية، و أنه مجرد راكب لحافلة لا يملك مفاتيحها سيزيد الطين بلة، دون نسيان العلاقة غير الجيدة بينه و بين ميسي و هذا بدا واضحا كذا مرة في كذا فيديو...

هل هي قصة بدأت تنتهي قبل ان تبدأ فعليا؟ هل خروج الفرنسي تمهيد لعودة محتملة لنيمار أو انتداب لاوتارو الذي قلت الأخبار بشأنه مؤخرا؟؟؟ لا أدري...

لنعد إلى الملعب، المركز الذي يلعب فيه غريزمان على الجناح يحد كثيرا من مردوده، هو الذي كان في الاتلتي يلعب ك"تسعة و نصف" وراء المهاجم الصريح، و هو كذلك في المنتخب الفرنسي، الرسم التكتيكي الذي يلعب به البارصا يعتمد على ميسي كلاعب حر يستلم الكرة في الوسط و يبحث عن لاعبي الاطراف أو يرتكز على المهاجم الصريح لخلق الثنائيات و تحقيق الزيادة العددية بفضل سرعته... تقريبا نفس الدور الذي كان يقوم به الفرنسي في مدريد... هذا ما يجعل اللاعبان يتداخلان في الادوار و يجبر انطوان على الجنوح للاطراف لان اللاعبين يمررون الكرة لميسي بشكلٍ ميكانيكي... هل نتحدث هنا عن انتداب خاطيء من الأصل؟؟؟ لا اعتقد، لكن المطلوب هنا هو دور المدرب الذي يجب عليه اختيار الخطة التي تجعل من الفرنسي كالسمكة في الماء... و هنا اتذكر كيف حول انشيلوتي رونالدو من الجناح الى المهاجم الصريح و وضع بنزيمة في خدمته و النتيجة معروفة: فجر البرتغالي العداد و اصبحت ارقامه مخيفة... هذا مجرد مثال، قد استعين مثلا بدور مولر في البايرن و كيف حوله المدرب فليك الى لاعب بين الخطوط و استغل قدراته فأصبح أحسن ممرر في البوندسليغا بعد ان كان احتياطيا مع كوفاتش...

في برشلونة الوضع ربما مختلف، فلا كيكي سيتيين ولا فالفيردي من طينة المدربين المميزين تكتيكيا، زائد الشخصية الضعيفة لكليهما أمام الادارة و امام كبار مستودع الملابس... لطالما قلتها و أكررها، فريق بعراقة و تاريخ و أمجاد و جمهور البارصا يحتاج الى مدرب يستطيع فرض أسلوب اللعب و فرض شخصيته على المستودع، و هذا ما كان غوارديولا و الراحل تيتو و لويس انريكي قادرين عليه، و طبعا دون ان ننسى من وضع اللبنات الاولى لنجاحات البلوغرانا الحالية هو الذي استلم فريقا يعاني و سلم لخلفه مشروع فريق مرعب، اتحدث هنا عن فرانك رييكارد ...!!!

مشكلة البارصا أن لعبه أصبح مقروءا، و يعتمد بشكل كبير على لمحات ميسي و القدرة التي يمتلكها الأرجنتيني في خلق الفارق، "ينتظرونه في التسديد و يفاجئهم بالتمرير..."، لكن الى متى، الفرق المنافسة فهمت ان محاصرة ميسي تعني خفض القوة الضاربة الى النصف، و الدليل هو التعادلات الثلاثة منذ العودة بل لا اكون مبالغا اذا قلت ان الفريق نجا من الهزيمة مرتين أمام السيلتا و أمام الاتلتي، و فوزه على بيلباو جاء بهدف يتيم و دون اقناع....

المشكل الأخر هو مستودع الملابس الذي لا يبدو بتلك اللحمة، اللاعبون الشباب لا يجدون فرصتهم و ان كان الخبر السار هو ريكي، لكن هذا لا يكفي... الطريقة التي خرج بها آرثور تضع الكثير من علامات الاستفهام، هو الذي ظل لأسابيع يردد انه يريد البقاء و كتابة التاريخ قبل ان ينجح تحالف الادارة و الصحافة في "طرده" خارج الأسوار... غريزمان هو الآخر، و العهدة على الصحيفة الفرنسية لوباريزيان، قال انه واثق من البقاء الموسم القادم و كتابة التاريخ، لكنه نفس الكلام الذي قاله كوتينهو قبله و كذلك دوغلاس البرازيلي و غيرهم...

على كل، الموسم لم ينته بعد و الكرة الاسبانية علمتنا ان كل شيء وارد، لكن حالة التشاؤم التي تسود في الأوساط البرشلونية لا تبشر بالخير، في الدوري أصبح مصيره معلقا بالمنافس، بعد الخروج من كأس الملك، فقط دوري الأبطال يشكل طوق النجاة، و الذي ان هو تحقق لا يجب ان ينسينا ان الفريق محتاج لعمل كبير ان هو اراد الاستمرار بين الكبار....