تحليل مفصل للجولة 33 من الدوري الاسباني 2020/2019


الجولة الثالثة و الثلاثون، من أجل اللقب الرابع و الثلاثين...
حقق ريال مدريد الأهم و هو يفوز بهدف يتيم على خيتافي العنيد، يستغل تعادلا آخر لبرشلونة ليبتعد بأربع نقاط كاملة عن الغريم و المنافس المباشر، واضعا بذلك نصب عينيه اللقب الرابع و الثلاثين في الدوري الاسباني و ليزيد من تكريس هيمنة تاريخية باتت مهددة اكثر من اي وقت مضى من الكتلان اللذين بسطوا سيطرة تامة على منافسات الليغا في العقدين الأخيرين...

بالنسبة للمدريديسمو ، الليغا لها طعم آخر، صحيح ان دوري الابطال كان دائما و لا يزال و سيبقى المسابقة المحببة المفضلة، لكن الليغا تبقى منافسة مختلفة تضع الريال دائما في مواجهة البارصا، و مهما عبر المسؤولون في العاصمة عن أولويتهم التي هي دائما و أبداً ذات الأذنين، إلا ان هذه السيطرة الكبيرة للكطلان محليا تزعج كثيرا الفريق الأبيض...
زيدان عبر عن ذلك مباشرة في بداية الموسم حين قال إنه يريد الفوز بالدوري و الكأس المحليين...

لنعد الى مجريات دربي مدريد الصغير قبل ان نعرج على باقي المباريات ،اللقاء كان تكتيكيا بامتياز، فريق الضاحية المدريدية الصغير كبر في السنوات الأخيرة و كبرت طموحاته، و أصبح زبونا اعتياديا في منافسات اليوربا ليغ ، و هو لا ينوي أبدا التفريط في مركزه السادس لكي يضمن المشاركة الأوربية الموسم المقبل... خيتافي وقف الند للند و قاوم بشراسة بل و هدد كذا مرة و كان خطيرا في أكثر من مناسبة، اللقاء كان في طريقه لتعادل كان سيكون عادلا، لكن توغلا لكرباخال في الجهة اليمنى و سقوط في منطقة جزاء الخصم منح راموس صاحب الرقم أربعة فرصة الابتعاد في الصدارة بأربعة نقاط من نقطة الجزاء...
هو اللقاء الثاني على التوالي الذي يحقق فيه الريال فوزا صعبا بهدف وحيد، ما يعني ان سباق الامتار الاخيرة في الليغا سيكون شرسا و كل الفرق تدافع عن حظوظها و تقاتل بلا هوادة...

الامتياز بأربع نقاط ما كان ليكون أولا لولا تعادل برشلونة مع أتليتيكو مدريد، البارتيداثو الذي كان منتظرا من الجميع حيث يلعب هنا الروخي بلانكوس دور الحكم الذي يرجح كفة الليغا لهذا الطرف او ذاك، لقاء عرف بعض اللغط حول بعض الحالات التحكيمية حيث شهد ثلاث ضربات جزاء تمت إعادة واحدة منها بعد العودة للvar ، شتيغن تحرك خارج خط المرمى قبل التسديدة و تصدى للكرة لتتم اعادة الركلة التي كانت في المرمى في المرة الثانية... 
من الناحية التكتيكية ظهر فريق برشلونة مفككا بلعب بعيد عن الهوية الجميلة و التيكي تاكا التي يبدو انها ذهبت مع غوارديولا و الراحل تيتو و لويس انريكي... سيتيين أبان عن محدودية كبيرة في التعامل مع المباراة، و لعل ادخال غريزمان في الدقيقة التسعين و ما رافق ذلك من كلام كثير، (المرجو قراءة مقال هل غريزمان هو المشكلة) ينم عن تخبط كبير و قراءة كارثية للأحداث... على كل لا يبدو ان المدرب الحالي سيستمر لموسم آخر، إقالته واردة إذا كان هناك تعثر آخر و قد يذهب قبل استئناف دوري الأبطال...
الأجواء داخل البيت الكتلوني ليست على ما يرام و أكبر المتفائلين من جمهور البارصا يرى موسما صفريا على الأبواب...
فريق اتليتيكو مدريد كان وفيا لأسلوبه الدفاعي، و ان عابه الاحترام المبالغ فيه للخصم في بعض فترات المباراة ، المدريديون كانوا ربما الاقرب الى الفوز لو خاطروا أكثر في الناحية الهجومية...
لكن و بالنظر الى مجموع اللقاء، يبقى التعادل عادل لأن برشلونة رغم كل مشاكله عرف كيف يسيطر على بعض الفترات و كان خطيرا بفضل تحركات ميسي و بعض توغلات ألبا...
بالرجوع الى الحالات التحكيمية و ان شابها بعض الشك، إلا ان الاعادات تبين ان الحكم و الvar كانا موفقين و القرارات كلها كانت سليمة...

فيما يخص المراكز الأوربية ، اشبيلية يستعيد نغمة الفوز على حساب ليغانيس الجريح، فالنسيا يسقط من جديد في الميستايا أمام اتليتيك بيلباو الذي منحه هدفا راوول غارسيا جرعة أوكسجين كبيرة و بات على ابواب المشاركة في اليوروبا ليغ بعد ان عاندته لسنوات، لكن مازال أمامه عمل كبير... بالمقابل الخفافيش الذين اقالوا مدربهم سيلاديس و استنجدوا بابن الدار فورو يرون وضعيتهم تزداد تعقيدا، مرحلة عودة كارثية و تدحرج مخيف من مراكز دوري الابطال الى وسط الترتيب... مشروع الادارة يتلقى ضربة موجعة و ليس هناك وقت كاف للنهوض...

فريق اعجبني بعد العودة من كورونا هو فياريال، الغواصات حققوا أربعة انتصارات و تعادل مثلهم مثل اتليتيكو، في هذه الجولة حقق انتصارا مهما على بيتيس و بات على بعد ثلاث نقاط من المركز الرابع، فياريال فريق منظم يتميز بأسلوب جميل و يتقدم بهدوء...
في آخر الجدول لا جديد، و ان كان انتصار مايوركا على السيلتا بخماسية نتيجة قوية، فريق الجزيرة يلعب بأريحية كبيرة لكنه يفتقد للصلابة الدفاعية و يعانده الحظ، لا بد ان يستمر في الانتصارات للخروج من مراكز الهبوط، و ان بدا ذلك صعبا بالنظر لما تبقى لهم من مباريات، اتليتيكو مدريد و ليفانتي و غرناطة و اشبيلية و أوساسونا...
بالنسبة لايسبانيول ، يبدو ان وضعه بات معروفا، هزيمة اخرى و نزول حتمي...
تستمر الليغا
تستمر المتعة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملخص أخبار الدوري الاسباني ليوم 14/05/2020

تحليل مفصل للجولة 29 من الدوري الاسباني 2020/2019

هل غريزمان هو مشكلة البارسا حاليا؟ و هل انتدابه كان خاطئا من الأصل أم لا؟